
عندما تستسلم النفس للخرافة وتؤمن ان حلول الازمات والمشاكل في ايدي الدجالين والمشعوذين تتحول الحياة الي جحيم لا يطاق ويتسبب هؤلاء المشعوذون في تضخيم المشاكل بدلا من حلها .. ويتحولون هم الي مشاكل قائمة بحد ذاتها بعيدا عن المشاكل الاصلية التي كان يعاني منها الضحايا .. فالتجربة تثبت ان من يقع في يد الدجال لا يفلت منه ابدا وغالبا ما تنتهي هذه العلاقة إما بمقتل الدجال علي يد ضحيته بعد انكشاف امره وابتزازه للضحية وإما بمقتل الضحية علي يد الدجال..
وهذه القضية تؤكد صحة هذه النظرية حيث تسبب دجال نصاب في تدمير حياة موظفة مرموقة ولم يكتف بهذا بل سرقها وحاول قتلها لولا العناية الالهية التي كتبت لها عمرا جديدا بعد ان شاهدت الموت بعينيها وتعلمت درسا لا ينسي..
بداية هذه الواقعة كانت يوم 6 نوفمبر الجاري عندما تلقي المقدم بهاء علي رئيس مباحث قسم شرطة القاهرة الجديدة ثالث بلاغا من مستشفي البنك الاهلى بدائرة القسم باستقباله امرأة تدعي " ر. ر. ع 40 سنة موظفة باحدي الجهات الحكومية المرموقة ومقيمة بدائرة القسم ( مصابة بجرح ذبحى بالرقبة طوله 15 سم وحالتها العامة مستقرة )
علي الفور انتقل رئيس المباحث الي المستشفي وعلم من الاطباء ان حالة المريضة تسمح بسؤالها للتعرف علي ملابسات الحادث .. وبالفعل بعد دقائق كان رئيس المباحث يستجوب المجني عليها التي قررت أنها كانت تعاني من بعض المشكلات النفسية التي لم تجد لها حلا او علاجا جذريا لدي الاطباء حتي نصحها بعض الاصدقاء بالاستعانة بأحد المعالجين الروحانيين .. وبالفعل وافقت بعد تردد علي هذا الحل دون ان تدري ان حياتها ستتحول الي جحيم بل كادت ان تفقد حياتها نفسها علي يد هذا الدجال ..
استعانت بشخص يدعى احمد وشهرته " الشيخ أبو عصام " ولا تعلم باقي بياناته لفك أعمال السحر التي زعم انها موضوعة لها.. وأثناء قيامه بعمل بعض التعويذات السحرية بشقتها غافلها وتعدى عليها بسلاح ابيض " سكين " كان بحوزته محاولا ذبحها للتخلص منها ودفن سره معها وسرقتها قبل ان يفرهاربا
تحرر عن ذلك المحضر رقم 2729 لسنة 2013 جنح القسم وتولت النيابة العامة التحقيق .
تم اخطاراللواء اسامة الصغير مساعد الوزيرلقطاع أمن القاهرة بتفاصيل الواقعة واصدر تعليماته الي اللواء جمال عبدالعال مديرالإدارة العامة لمباحث القاهرة بسرعة كشف غموض الواقعة وضبط مرتكبها
أسفرت جهود البحث تحت إشراف اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية عن تحديد شخصية المتهم ويدعى احمد شاهين عبد السلام الغمرى ويبلغ من العمر 38 سنة عاطل ويقيم بالهرم وسبق اتهامه فى القضية رقم 9756 لسنة 2002م العمرانية سرقة مسكن "
عقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن الجيزة أمكن ضبطه بمعرفة العميد أيمن لقيه مفتش المباحث والنقيب احمد عاطف وبمواجهته أمام اللواء محمد توفيق رئيس مباحث قطاع الشرق أعترف بارتكاب الواقعة وأضاف بأنه تعرف على المجني عليها عن طريق احد الدجالين ويدعى الشايب ويقيم بمحافظة الأقصر وأضاف انه سبق له التردد عليها بعد ان أوهمهما بقدرته علي فك بعض الاعمال والاسحار المعقودة لها وتوطدت العلاقة بينهما علي حسب ماجاء في اعترافات المتهم ومارس معها الرذيلة وتقاضى منها مبلغ مالى وقدره 500 جنيه ..
وفي اليوم المشئوم الذي شهد الواقعة توجه لمسكنها وطلب منها مبلغ مالى آخر غير المبلغ الذي حصل عليه منها قبل ذلك إلا أنها رفضت منحه اي مبالغ اضافية واتهمته بالنصب والاحتيال والاستيلاء منها علي مبالغ مالية بدون أي نتيجة أو تحسن في حالتها وطالبته برد ما حصل عليه من اموال وليس الحصول علي مبالغ جديدة فاستل سكين من المطبخ وتعدى عليها محدثا اصابتها المشار إليها وإستولى على جهاز كمبيوتر محمول " لاب توب " ملك المجنى عليها ثم تخلص من السلاح المستخدم بإلقائه بالطريق العام وفر هاربا إلى أن تم ضبطه
تم بإرشاده ضبط جهاز الكمبيوتر المستولى عليه بمنزله ..وبعرضه على المجنى عليها تعرفت عليه واتهمته بالشروع فى قتلها وسرقتها
تحرر عن ذلك ملحقا للمحضر الأصلي وتولت النيابة العامة التحقيق حيث وجهت للمتهم تهمة الشروع في القتل والنصب والاحتيال وايضا السرقة وامرت بحبسه علي ذمة التحقيق