لماذا تغضب امريكا واسرائيل من نساء العرب



لم يكن الاعلام الامريكي او الاسرائيلي يهتم كثيرا في الاونة الاخيرة بالاعمال الفنية العربية , بل وجه جم اهتمامه للاحداث السياسية المتصاعدة والمتغيرة بين ساعة واخري في الاراض العربية والمصرية بوجه خاص.

وكان الاعلام الامريكي في السابق نادرا ما يلق الضوء على عمل عربي الهوية , باستثناء المسابقات الغنائية الشهيرة والتي تحظى باهتمام اعلامي عالمي مثل جوائز الميوزيك اوورد او المهرجانات السينمائية المختلفة التي تقام في كل دول اوربا وعلى ارض الولايات المتحدة الامريكية.

اما الاعلام الاسرائيلي فهو دائما ينظر بعين الراصد للاعمال العربية خاصة الفني منها ولا يلق بالا كبيرا للاعمال الدرامية لانها تحتاج لمتابعة يومية وقياس ردود فعل على مدى بعيد , ولكنه كثيرا ما سلط الضوء على اعمال سينمائية واخرى غنائية خاصة تلك التي تتعرض للاتجاهات والسياسات الاسرائيلية في الاراضي العربية.

وكثيرا ما تدخلت بعض القيادات لمنع عمل او اخر او التاثير على انتشار فنان بسبب ما يتبناه في اعماله من اتجاهات تخالف سياسة اسرائيل في المنطقة العربية , ومنها على سبيل المثال استمالة بعض الفنانيين للمشاركة في احداث فنية ومهرجانات محدودة واعمال سينمائية ذات تمويل اسرائيلي سواء كان تمويلا منفردا او تمويلا بالشراكة مع احد مؤيديهم مثل الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا وبعض الدول الاخرى.

ومؤخرا اثار عرض اغنية تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب وتحمل اسم الستات لمطربة لبنانية تدعى منار حالة من السخط في المجتمع الاسرائيلي , وهاجمتها بعض الاقلام الصحفية والتعليقات الاعلامية التي تهتم بالاعمال العربية وتنتقدها في شكل يبدو فنيا , ولكنه خال من المهنية تقريبا.

اغنية منار يظهر في بداية الكليب الخاص بها صورة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على حذاء ترتديه المطربة الشابة منار , وهو ما رحبت به الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي , وبرغم أن المطربة لم تبني شعبيتها العريضة بعد إلا أن عرض الكليب وجد استحسانا كبيرا بين مرتادي الشبكة العنكبوتية العرب سواء المقيمين على الاراض العربية او خارجها.

وصرحت منار في بيان اعلامي أنها اثناء جلسة تصوير فوتوغرافي خاصة بها لصالح بعض المطبوعات الفنية فوجئت باتصال هاتفي على رقمها الخاص في شكل تهديد بأن صورتها سيتم وضعها على الحذاء كما فعلت هي من قبل , وهنا اختارت منار ان تقوم بعقد مؤتمرا تدعو اليه وسائل الاعلام المصرية والعربية على حد سواء و وضعت السبب الرئيسي للمؤتمر مختفيا تحت مظلة اطلاق البومها الجديد , ولكنها قررت ان تتحدث حول ما تتلقاه من تهديدات مباشرة بعد اطلاق الكليب.

وصرحت منار أنها تتعجب من كم التهديدات الذي وصلها منذ اطلاق الكليب , و هي التي لم تتوقع هذا الصدى عند تصوير الفيديو الخاص بالاغنية , خاصة ان الامور زادت عن حدها و وصلت لتهديدات كبيرة تخشى مجرد التصريح بها , وبرغن ذلك لم يتعرض اي من القائمين على نفس الاغنية لأي ضغوط مثل المنتج سام حمرا والملحن عصام اسماعيل , ولكن منار تؤكد أن سام يتعرض لنفس المضايقات ولكنه لا يصرح بذلك.

الموقف يذكرنا بما حدث مع المطربة الكويتية الاصل شمس التي اطلقت منذ سنوات اغنية تسخر فيها من الرئيس الامريكي بوش , و حققت الاغنية وقت اطلاقها انتشارا واسعا ونجاحا أخذ بيد شمس لنجومية الغناء في وقت قصير جدا , وبرغم هذا ابتعدت شمس فجأة عن الوسط الفني باكمله لسنوات , ورفضت الافصاح عن اي اسباب , بل ونقلت اقامتها خارج الاراضي العربية لمكان غير معلوم.

وظلت شمس على اختفائها لسنوات حتى نسيها الجمهور تقريبا , ولكنها عادت للظهور منذ عامين في اكثر من كليب اقل ما يوصف بالاثارة والجرأة , ويبتعد تماما عن اي اتجاهات سياسية او ايحاءات تخص الولايات المتحدة او اسرائيل او من يواليهم.

وتسببت فرحة جمهور شمس بالعودة للفن والغناء من جديد للابتعاد عن اي مساءلة حول هذا الغياب غير المبرر , خاصة انها ظهرت تبدو عليها علامات النضج وزاد وزنها بعض الشئ عن انطلاقتها الاولى.

اما الفنانة اللبنانية الاشهر هيفاء وهبي والتي تعتبر الفنانة العربية الوحيدة التي حظيت باكثر من مركز في التصنيفات العالمية ليس من حيث الغناء او ما تقدم فنيا , بل لجمالها ونشاطها الاجتماعي , وهو ما أهلها مؤخرا لتكون سفيرة للقضايا الانسانية والاتصالات , وهو المنصب الذي اعلن عنه في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت.

هيفاء كانت الابعد عن المشاركات السياسية قبل قيام الثورات العربية , ولكن في ظل النشاط الكبير السياسي الذي اصبح يمتاز به الشعب العربي كله بلا استثناء لم تدخر هيفاء اي مجهود لتعلن معاداتها لكل من يؤذي العرب بكل جنسياته , وقالت في احد البرامج أنها ستقوم بحرق العلم الاسرائيلي والامريكي في ميدان التحرير المصري لو اتيحت لها الفرصة لذلك.

وبرغم شعبية هيفاء وهبي وسط الجاليات العربية في الخارج إلا أنها فوجئت بعدة تخبطات تنال من حياتها الخاصة فورا , وكانت اكثرها سوءا انفصالها عن رجل الاعمال المصري احمد ابو هشيمة , و ذلك برغم ظهورهما الدائم في حالة من الحميمية في المجتمعات المصرية واللبنانية وبعض المناسبات.

لم يشفع لهيفاء ما تحظى به من شعبية او جمال يؤهلها للمنافسة عالميا اعلانها معاداة امريكا او اسرائيل , واختفت هيفاء قليلا من الوقت بعد الانفصال لتعيد حساباتها وتعود في شكل جديد و كليب جديد ايضا تعدت مشاهداته الالاف في ايام قليلة.

والدليل الاكبر على اهتمام الاعلام بالنساء العربية هو القاء الضوء على انجازات الاميرات العربيات , وكذلك الاعلاميات حيث حظت منى الشاذلي ولميس الحديدي باكثر من انتقاد وقت ثورة 30 من يونية الماضي , كما لم تسلم هالة سرحان على مدار عملها الاعلامي من نقد مباشر وسخرية لاذعة اكثر من مرة سواء صحفيا باقلام صحفية شهيرة يثق بها الجمهور الاسرائيلي , او في برامج خاصة الساخر منها حيث ظهر فنان مبتدئ يرتدي باروكة ويتشبه بها في تعليقات ساخرة لانتقادها السياسة الاسرائيلية اكثر من مرة.

اما الفنانات اللاتي حظين بنصيب من الضوء في الاعلام الاسرائيلي فكانت منى زكي وهند صبري الاكثر انتقادا , خاصة بعد بطولة منى زكي لفيلمي احكي يا شهر زاد و اولاد العم , وهي الافلام التي تظهر حقائق من ملفات موثقة عن مصادر هامة في الدولة , اما هند صبري فمشاركتها في مهرجانا عربيا سينمائيا كبيرا وتصريحها برفض السياسة التي ينتهجها العرب ضد المصالح الامريكية في البلاد كن سببا في الهجوم عليها من بعض الصحف الاسرائيلية ايضا.

وغالبا ما تنتهي المقالات او التعليقات بطلب في شكل ساخر من الفنانات او الاعلاميات با يكتفين بدورهن الفني او الاعلامي فقط , وليتركوا السياسة جانبا لمن هو افضل منهن , و تتم الاشارة الى ان العرب بشكل عام ينظرون للمرأة على اساس أنها في المرتبة الثانية دوما , فليكتفين بالدور الثاني في الحياة , بل ان هناك تعليقا صدر من مذيع اسرائيلي على التليفزيون حول ضرورة الاستفادة من هؤلاء الفنانات العربيات في الافلام الاباحية لأنهن لا يصلحن لغيرها.

والغريب في الامر أن تهتم وسائل الاعلام بما تفعله الفنانات العربيات بوجه خاص , وما يقدمون من اعمال تخالف السياسة الاسرائيلية في الاراض العربية , في حين تهاجمهم عشرات الاقلام والبرامج والاعمال الفنية بين موسيقى وسينما ودراما من رجال اكثر شهرة و لهم قاعدة جماهيرية اكبر , ولكن تظل نساء العرب في مقدمة اهتمامات الاعلام الاسرائيلي وكذلك الامريكي بصرف النظر عن الاسلوب المتدني في تناول الامر و وسائل عرضه التي لا تناسب الرسالة الاعلامية التي من المفترض ان تكون في مقدمة اهتماماتهم.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by قوالب بلوجر | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Bluehost custom blogger templates